إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم.
شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
147499 مشاهدة
استحضار العظمة من صفاته يهدي المؤمن للطاعة

...............................................................................


كذلك أيضًا قد ذكر في القرآن إجمال شيء من أمور البعث والنشور. يعني: إحياء الموتى بالدار الآخرة، وما يكون بعد ذلك، وهكذا أيضًا أجمل في القرآن من صفات الله تعالى ككمال قدرته وتصرفه في خلقه، وكون المخلوقات صغيرة وحقيرة أمام عظمته سبحانه؛ فذلك كله جاء مجملًا، ثم جاء مفصلًا في السنة، وفي الآثار عن السلف رحمهم الله، وكل ذلك من الأدلة التي تدل على أن العبد الذي يستحضر عظمة الله تعالى هو الذي يعبده حق العبادة، ويطيعه حق الطاعة، وأن الذين عصوا ربهم، وخالفوا أمره، وارتكبوا المحرمات أنهم ما عرفوه حق المعرفة، ولا قدروه حق قدره؛ لذلك قال الله تعالى: مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ فالذين ما عرفوه حق معرفته هم الذين عبدوا غيره، وهم الذين تجرءوا على المعاصي، واستهانوا بالطاعات، وأتوا أسباب سخط الجبار، وفعلوا ما يدخلهم النار، وما يبعدهم عن الجنة فكان ذلك من أسباب عذابهم لجهلهم.